فصل: مقتل السلطان محمد وولاية مودود ابن أخيه مسعود.

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ ابن خلدون المسمى بـ «العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» (نسخة منقحة)



.مقتل السلطان محمد وولاية مودود ابن أخيه مسعود.

لما بلغ الخبر بمقتل السلطان مسعود إلى ابنه مودود بخراسان سار مجدا في عساكره إلى غزنة فلقيه عمه محمد في شعبان سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة وانهزم محمد وقبض عليه وعلى أبيه أحمد وعبد الرحمن وعلى أنوش تكين البلخي الخصي وعلى علي خشاوند وقتلهم أجمعين إلا عبد الرحمن لرفقه بأبيه مسعود عند القبض عليه وقتل كل من داخل في قبض أبيه وخلعه وسار سيرة جده محمود وبلغ الخبر إلى أهل خراسان فثار أهل هراة بمن عندهم من السلجوقية فأخرجوهم وتشوف أهل خراسان للنصر على الغز من قبل مودود وكان أبوه السلطان مسعود قد بعث ابنه الآخر إلى الهند أميرا عليها سنة ست وعشرين وأربعمائة فلما بلغه موت أبيه بايع لنفسه وقفل إلى لهاور والملتان فملكهما وأخذ الأموال وجمع العساكر وأظهر الخلاف على أخيه مودود وحضر عيد الأضحى فأصبح ثالثه ميتا بلهاور بعد أن كان مودود يجهز العساكر من غزنة لقتاله وهو في شغل شاغل من أمره ففرغ عن الشواغل ورسخت قدمه في ملكه وخالفه السلجوقية بخراسان وخاطبه خان الترك من وراء النهر بالانقياد والمتابعة.

.استيلاء طغرلبك على خوارزم.

كانت خوارزم من ممالك محمود بن سبكتكين وابنه مسعود من بعده وكان عليها التوتناش حاجب محمود من أكابر أمرائه ووليها لهما معا ولما شغل مسعود بفتنة أخيه محمد عند مهلك أبيهما أغار على تكين صاحب بخارى من أطراف البلاد وغيرهما فلما فرغ مسعود من مراجعة محمد واستقل بالملك بعث إلى التوتناش بالمسير إلى أعمال علي وانتزاع بخارى وسمرقند منه وأمده بالعساكر فعبر جيحون سنة أربع وعشرين وأربعمائة وأخذ من بلاد تكين كثيرا فأقام بها وهرب تكين بين يديه ثم دعته الحاجة إلى الأموال للعساكر ولم يكن في جبايته تلك البلاد وجاء بها فاستأذن في العود إلى خوارزم وعاد واتبعه علي تكين وكبسه على غرة فثبت وانهزم علي تكين ونجا إلى قلعة دبوسية وحاصره التوتناش وضيق عليه فبعث إليه واستعطفه فأفرج عنه وعاد إلى خوارزم وكانت به جراحة من هذه الوقعة فانتقض عليه ومات وترك من الولد ثلاثة وهم: هرون ورشيد واسماعيل وضبط وزيره أحمد بن عبد الصمد البلد والخزائن حتى جاء هرون الأكبر من الولد من عند السلطان بعهده على خوارزم ثم توفي المتميدي وزير السلطان مسعود وبعث على أبي نصر لوزارته واستناب أبو نصر عند هرون بخوارزم ابنه عبد الجبار ثم استوحش من هرون وسخطه وأظهر العصيان في رمضان سنة خمس وعشرين وأربعمائة فاختفى عبد الجبار خوفا من عائلته وسعى عند السلطان مسعود وكتب مسعود إلى شاه ملك بن علي أحد ملوك الأطراف بنواحي خوارزم بالمسير لقتال اسماعيل فسار وملك البلد فهزمها وهرب اسماعيل وشكر إلى طغرلبك وداود صريخين فسار داود إلى خوارزم فلقيهما شاه ملك وهزمهما ثم قتل مسعود وملك ابنه مودود فدخل شاه ملك بأمواله وذخائره في المفاوز إلى دهستان ثم إلى طبس ثم إلى نواحي كرمان ثم إلى أعمال البتر ومكران وقصد أرتاش أخا إبراهيم نيال وهو ابن عم طغرلبك في أربعة آلاف فارس فأسره وسلمه إلى داود واستأثر هو بما غنم من أمواله ثم أعاد أرتاش إلى باذغيس وأقام على محاصرة هراة على طاعة مودود بن مسعود فامتنعوا منه خوفا من معرة هجومه عليهم.

.مسير العساكر من غزنة إلى خراسان.

ولما ملك الغز خراسان واستولوا على سائر أملاكها وأعمالها واستولى طغرلبك على جرجان وطبرستان وخوارزم وابراهيم نيال على همذان وعلى الري والجبل وولى على خراسان وأعمالها داود بن ميكايل وبعث السلطان أبو الفتح مودود عساكره مع بعض حجابه إلى خراسان سنة خمس وثلاثين فسرح إليهم داود ابنه ألبأرسلان في العساكر فاقتتلوا وكان الغلب لألب أرسلان وعاد عسكر غزنة مهزوما وسار عسكر من الغز إلى نواحي بست وعاثوا وأفسدوا فبعث أبو الفتح مودود إليهم عسكرا فقاتلهم وانهزموا وظفر عسكر مودود بهم وأثخنوا فيهم.